بلادنا مليئة بنشاطات متنوعة وبالغة الجزالة في كمية العدد.. تعيدني موجودات الذاكرة إلى عصر قديم عندما كنا في طفولتنا آنذاك تجعلنا نرى كيف أن كبار السن وفي شارع ضيق مبانيه عمرت بالطين.. نراهم يجلسون في الشارع حيث يوجد الظل متى كان الوقت صيفاً ثم نراهم في صباح آخر شتوي يجلسون حيث توجد الشمس..
لم يكن لدى كبار السن تعدد مواقع تشغلهم، ولم تكن هناك جامعات تستوعب من هم في سن الشباب.. في ذلك الوقت الذي كان قبل خمسين عاماً على الأقل لم يكن في أذهاننا أي إحتواء لنوعيات عمل.. أي كفاءات من وجود تعدد تعليم ولم يكن المطوع المتعدد الوجود في الأحياء يحمل لنا أي تنوع في المعلومات..
في ذلك الزمن الذي نحن أطفاله وشبابه.. ندرك الآن جيداً كفاءة القفز الحضاري الذي إنتقل بنا من واقع ركود وبساطة معلومات بل وإنعدام وجود أي قدرات منافسة بين سكان مدينة أو على الأصح قرية وأخرى.. أين نحن الآن من كل ذلك؟..
وكيف أتت جزالة الإحترام والتقدير التي أصبح كل مواطن عربي يقولها حين يجد لدينا فرصة عمل كثيراً ما تكون جيدة..
إن زملاء الأمس البعيد يدركون جيداً وفي نفس الوقت بشكل رائع كيف أنهم.. هم أنفسهم.. قد إنتقلوا من القرية الصغيرة.. إلى جزالة المدينة.. من بساطة نوعية المعيشة نحو ما هو الآن جزل ومتعدد.. من شهادة متكررة ومتنوعة البساطة إلى مستويات دكتوراة متميزة في نوعيات العلوم..
أقف عند مهنة الصحافة.. هذه المهنة التي يمكن أن تنظر إليها فتتصورها مجرد أسطر متنوعة وعديدة.. لكنها أسطر أخبار أو مقالات.. فما هو المتعب في الأمر.. إنك حين تتأمل ما يأخذك من مشاغل إهتمام وفرز نوعيات مواد تحري وضوح مصداقيات ما يصل إليك وبين كل تنوعات مسؤولية أمامك تنوعات مفاهيم وثقافات وعقليات من أمامهم كل الطرق إليك..
يوم أمس الأربعاء إحتجزني المستشفى التخصصي بما لا يقل عن ثلاث ساعات كي أعرف وضعي الصحي.. ما إذا كنت إستطيع أن أسافر ولحسن الحظ أتى الجواب.. نعم..
حيث مازلت أعاني من آلام تعرضت لها قبل أربعة أيام بسبب سقوط أتى موقعه على نفس موقع عملية العمود الفقري.
قبل ذلك أضعت في المكتب ساعات ليست بالقليلة وبعد المستشفى أتحفني الإخوة من مصر بلقاء متعدد الإهتمامات وقضايا العصر وهم على مستوى جزل الكفاءة والخبرة..
الكاتب: تركي عبدالله السديري.
المصدر: جريدة الرياض.